أ – الرواية المثالية المجردة التي تتميز بنشاط البطل وبوعيه المحدود إزاء العلاقات المعقدة للعالم.
ب – الرواية السيكولوجية التي تتوجه نحو العالم الداخلي للبطل الذي يتميز
بسلبيته وعدم رضاه.
ج – الرواية التربوية المتسمة بالنضج الرجولي للبطل.
ملحوظة:
أول
رواية غربية، يقال إنها: "دون كيشوط" لـسيرفانتيس، إلا أن رواية " روبنسن
كروزو" لـدانييل ديفو تعد ثورة جديدة، حيث رفضت ومثيلاتها توظيف الشخصيات
العظيمة فقط وجعل الحب الثيمة المهمة والمتواترة، بل أصبح الصراع الطبقي
هو الأهم، فحل محل الحب والبذخ والثراء الفقر والحرمان والظلم.
الرواية العربية: عوامل الظهور.
إن
لظهور الرواية العربية أسبابا كثيرة تختلف باختلاف عوامل التأثير والتأثر.
وقد خاض الباحثون في هذه الأسباب واختلفوا فيها، لكنهم اتفقوا على
الأساسية منها. ونحن هنا سنعتمد على ما توفر لدينا من عوامل استقيناها من
كتاب " الرواية العربية: التكون والاشتغال" لصاحبه أحمد اليبوري.
أ – المثاقفة:
وتتمثل
في حدوث اتصال ثقافي بين العرب والغرب في شتى الميادين، علمية كانت أو
أدبية. فارتفعت بذلك حركة الترجمة العربية في القرن التاسع عشر، حيث ترجمت
أعمال مبدعين كبار. وكان التأثر واضحا في مختلف الأصعدة، فكانت الرواية
كنمط جديد للكتابة عند العرب مدخلا من مداخل العرب إلى الثقافة العربية.
فالرواية
العربية لا تعدو أن تكون واجهة ومرآة للرواية الغربية، وهذا ما يذهب إليه
الباحث والأديب جمال الغيطاني حين يقول: " من خلال قراءتي لبعض الإنتاج
الروائي العربي، لاحظت أنه يدور في فلك الشكل الروائي الذي وجدت به
الرواية في العالم الغربي، بل إن بعض الكتاب تأثروا باتجاهات معينة في
الأدب الغربي، وحاولوا نقلها إلى تجربتهم الروائية". ( " بعض مكونات عالمي
الروائي "، ص: 335، جمال الغيطاني).
ونحن هنا لن نناقش ما إذا
كانت عملية المثاقفة عملية واعية أو غير واعية، بل سنكتفي بإبراز أسباب
وعوامل ظهور الرواية عند العرب- ونقصد الرواية كما هو متعارف عنها لدى
الغرب، كي لا ندخل في متاهات اعتبار بعض النصوص التراثية فنا روائيا -
يضيف
الباحث بطرس خلاق رأيا واضحا عن نشأة الرواية عند العرب، يقول: " لا يختلف
اثنان في أن الرواية العربية نشأت في العصر الحديث فنا مقتبسا من العرب أو
متأثرا به تأثرا شديدا ". ( " نشأة الرواية العربية بين النقد
والإيديولوجية "، ص: 17، بطرس خلاق ).